آخر وجبة اخبارية تناولتها,كانت في بداية يوليو (تموز) الماضي. كنت أزور صديقتي الغالية لطيفه,في فندقها في بيروت,لأودّعها قبل سفري الى فرنسا ,فاستبقتني للغذاء في جناحها,و عرضت علي ارتداء احدى بيجاماتها, كي نستمتع بجلستنا, و بطبق "الكسكسي" الذي اعتاد الشيف أن يعدّه خصيصا لها. و رحنا سعيدتين بخلوتنا نتجاذب أطراف الحديث حول همومنا النسائية,و نتناقش في بعض ما كانت تطالعه من كتب سياسية,موجودة الى جوار طاولة سريرها,و تغني أغنية من التراث التونسي توقظ فينا المواجع: عملت الخير في للي ما يحضه و القصدير ما يرجعش فضة عمري راح في الغربة تعدى يا الغالي بزايد ما ننساك لو انموت و يمدّوا اللحايد ... ما ننساك و صادف أن هاتفني الأسير محمود الصفدي من سجن عسقلان في "فلسطين" فأهديته مفاجأة صوتها وفرحت لطيفه بقدر فرحته, و طلبت منه أن يبلغ رفاقه الأسرى حبها و تعاطفها. و عندما انتهت المكالمة كنا مازلنا مندفعتين في الحديث عن محنة عروبتنا. و بسبب احباطنا فتحنا التلفزيون عساه يفتح شهيتنا خارج نشرات الأخبار,فقد كانت الساعة الثالثة ظهرا و اذا بنا من دون مقدمات أمام رجل كأنه